قصص عن الصمت

1

أقدم لكم مجموعة من القصص  التي تتناول موضوع الصمت و فضيلة السكوت . نرجو أن تنال اعجابكم .


قصة عن صمت لويس الرابع عشر


  • يحكى أن لويس الرابع عشر حينما كان شاباً يافعاً، كان يتباهى بقدرته على الحديث والكلام والجدال؛ لكنه حينما تولى مقاليد الحكم صار أقلّ كلاماً ، بل لقد كان صمته أحد أهم أسلحته ومنبعاً من منابع قوّته؛

    1. فمما يروى أن وزراءه كانوا يمضون الساعات في مناقشة القضايا الهامة ويجلسون لاختيار رجلين منهما لعرضها على الملك لويس الرابع عشر، وكانوا يمضون وقتاً غير قليل في اختيار من سيرفع الأمر إلى الملك، وعن الوقت المناسب لهذا الأمر، وبعد أن ينتهوا من النقاش يذهب الشخصان اللذان تم اختيارهما إلى الملك ويقومان بعرض الأمر عليه بالتفصيل والخيارات المطروحة، ولويس يتابعهم في صمت مهيب،
        تغلب عليه روح الغموض وبعد أن يعرضا أمرهما ويطلبا رأي الملك، لا يزيد على أن ينظر إليهما ويقول بهدوء ، سوف أرى ثم يذهب عنهما.

          ولا يسمع أحد من الوزراء كلاماً حول ما تمّ عرضه؛ بل فقط تأتيهم النتائج والقرارات التي أمضاها الملك.

            ولقد كان لصمت لويس الرابع عشر أثر بالغ في إبقاء من حوله في حالة ترقّب دائم لردود أفعاله، وهو ما ترجمه سان سيمون فيما بعد بقوله:
              لم يكن أحد يعرف مثله كيف يبيع كلماته، وابتساماته، وحتى نظراته..
                كان كل شيء فيه نفيساً؛ لأنه خلق فوارق، ولقد اتسعت للويس الرابع عشر من ندرة كلماته

                قصة عن الصمت و الاعدام


                  • يحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة ، وهم (عالم دين ، فيزيائي ، محامي ) –
                  وعند لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين ) ووضعوا رأسه تحت المقصلة ، وسألوه : (هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها؟ )
                  فقال ( عالم الدين ) : الله …الله.. الله… هو من سينقذني

                        وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت . فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته . ونجا عالم الدين .

                          وجاء دور المحامي إلى المقصلة ..
                            فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟

                              فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، العدالة .. العدالة .. العدالة هي من سينقذني .

                                ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت .. فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ، ونجا المحامي
                                  وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..

                                    فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟

                                      فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولا أعرف العدالة كالمحامي ، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول …
                                        فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول ، فأصلحوا العقدة وانزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي وقطع رأسه وهكذا من الأفضل أن تبقي فمك مقفلا أحيانا ، حتى وإن كنت تعرف الحقيقة . من الذكاء أن تكون غبياً في بعض المواقف

                                        أهمية الصمت عند السلف

                                        • روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه ، قال : وما ذاك يا ابن أخي ، قال : أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ، فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم
                                        فإن ابتلاك الله أخي بأناس لا يحسنون الصمت ولا يصمتون عن عرضك وذلاتك
                                        فاصمت أنت ولا تلق لهم بالاً فكل امريء بما كسب رهين

                                        التعليقات

                                        يتم التشغيل بواسطة Blogger.

                                        الارشيف

                                        المشاركات الشائعة